Please find hereafter an article published in the AS-SAFIR newspaper written by one of the former Salesian Beirut School pupils, Bakhti Sleiman, (same class as Youssef Saouly), about Micho, Michel Boulos, who passed away on 7th August 2015. Hoping someone would translate it into English very soon, we leave this Eulogy as it is.
SALESIANO DOC, SSB
كل الكلمات والأوقات والصداقات التي وزّعها الأب ميشال بولس (المدرسة الايطالية ـ المعهد السالزياني ـ دون بوسكو ـ بيروت، بين العامين 1971/ 1978 علَّ الشباب لا يزال يسمع صداها في الوجدان والزمن، وهو غاب قليلاً ليتفقد ملعباً في الجوار القريب أو في حصون جبيل او في الكفرون او في حلب او في القاهرة او في الاسكندرية (مسقط رأسه). هذا كان المسعى في الاساس ان لا يغيب للشباب ساحة او وقت او أفق او دور. وعلى هذا الأساس فتح أبواب المدرسة الايطالية وملاعبها لأبناء منطقة رأس بيروت وجوارها لتولد تجربة لم تقوَ عليها أبواب الجحيم التي فتحت على لبنان في 1975. ومن تلك الملاعب سطع نجم اللاعبين ناصر بختي (الأنصار)، يوسف عيتاني وزياد شهاب (النجمة)، مايك صالحاني وغابي الوز وإسحاق ميشال وخالد الشعار (النهضة)، سندباد البحري (الصفاء)، وأيضا الصحافي (علي حمادة)، والروائي زياد كاج والدكتور عدنان طاهر (الجامعة الاميركية – المركز الطبي)، الرسام صلاح صولي والرسام علي جباعي وغيرهم. هذا إضافة الى لاعبي كرة السلة خالد الشريف (الرياضي)، والكرة الطائرة الأخوان رعد وغملوش وصولي (نادي جباع). وهو كان يتصرف مثل قائد الموقع ولكن بالمحبة والصبر والمرونة والتسامح وخفة الدم (بالنكهة المصرية). حتى بدا كأنه يدجن الصعب والقاسي. فلا أحد يكسر القاعدة او قانون اللعبة والكل يندمج وينصهر ويتفاعل مع فرق المدرسة وفرق الأحد وفرق النوادي المستضيفة. وهو يوجه بحركة او بنظرة او باعتراض، ويدعوك بلا سأم الى المباراة كما الى الوليمة ولا تملك سوى المشاركة والاستسلام. تعهّد الأب ميشال بولس الجو والمناخ والإطار بهمة الزارع الحقيقي وبتكامل الدور مع المدارس والنوادي وفرق الأحياء. دخل الأب ميشال بولس من الرياضة الى الانسان والى التربية والى روح التعاون والقيم التي تسبق وترافق وتلي كل ذلك. وترك الأمور تجري وتبلغ غاياتها السامية والنبيلة.
وكان لك ليس فقط أن تمارس الرياضة كذلك أن تسمع الموسيقى او تحضر الأفلام الوثائقية او المشاركة في الرحلات وفرق الموسيقى والتمثيل والغناء. كانت بالفعل واحة ضرورية ومهمة ولا بدّ منها للشباب كي لا يضيّع الامل او تهدر الطاقات او تنحرف.
وقد كتب الروائي زياد كاج في روايته “رأس بيروت” عن مدرسة الطليان:
“أغلقت مدرسة الطليان أبوابها بعد تعرّضها للقصف. سقط جرحى وقتلى في الملعب. قتل أحد الآباء إثر إصابته بشظية قاتلة. أمرّ اليوم قرب المكان الذي كانت تنتصب فيه مدرسة الطليان، فلا أرى شيئاً. أرى مبنى زجاجياً ضخماً أقيم ليكون “مولاً” او فندقاً. اسمع اصوات الاولاد والشباب وأبونا دون ميشال يركض في ملعب كرة القدم بلباسه الأسود وجسده النحيل، مطلقاً العنان لصفارته… كي يتوقف الزمن”.
مع غياب الأب ميشال بولس في الاسكندرية تطوى صفحة مهمة من تاريخ رأس بيروت في السبعينيات. سنفتقده هو الذي بقي على تواصل مع الشباب الذين كبروا وخانتهم الدمعة وكانوا يعدون العدة للقائه في آخر الصيف. ولكن للصيف أحياناً مواعيد أقسى.
أعطى الأب ميشال بولس مثلاً بليغاً ومعبراً كيف يفنى العمر لأجل الشباب ولأجل المحبة.
ولبث طاهراً نقياً وفياً لكل ما يعزز سبل التلاقي بين البشر.
سليمان بختي
AS-SAFIR, 11.08.2015